يسعى الإنسان للبحث عن حياة فضلى تتحلى بالهدوء والسكينة والاطمئنان، فمتى بدأ يفكر بالاستقرار تبدأ رحلة البحث عن الشريك الأنسب والأفضل لينعما بحياة سعيدة، ولكن لا بد من التصادمات وبعض المشكلات خصوصاً في أول فترة من الزواج .فقد لا يخلو أي منزل من المشكلات أو بعض المواقف التي تحتاج إلى الصبر وحسن التصرف لتجاوزها.
إن حل المشكلات الزوجية لا يتم باستخدام قوالب معدة حسب نوع المشكلة لأننا بالنهاية نحن لسنا كالآلات نمر بمراحل وخطوات ثابتة و نظراً لاختلاف الطبيعية البشرية لا يمكن إعطاء حلول جاهزة يتم تطبيقها مباشرة فطريقة حل المشكلة تختلف من أسرة لأسرة لأن الأشخاص لا يتشابهون في طريقة تفكيرهم ولا في نفسياتهم ولا حتى في ظروفهم،حتى أننا لا نستطيع أن نطبق تجارب الآخرين على أنفسنا فنحن بحاجة لأن نعرف ما يناسبنا وما يناسب مشكلتنا وخصائصها.وللسيطرة على الخلافات الزوجية علينا إدراك بعض الأمور :
أولا: استخدام فن الحوار
أغلب المشكلات الزوجية والتي تنتهي بتفكك الروابط الأسرية تحدث بسبب فقدان الحوار، الذي يعتبر مطلب أساسي في الحياة الزوجية سواء بوجود مشكلة أو عدم وجودها.إن الحوار الهادف يسعى لإخماد شعلة الغضب والسيطرة على المشكلة البسيطة التي قد تتحول إلى بركان يصعب إخماده فيما بعد.ولأن المشكلة ما هي إلا قرار فإن إخمادها يتطلب منا ضبط النفس والتروي والسيطرة على مشاعر الغضب في داخلنا وإلا فنحن أمام مواجهة لا نعرف لها طريق.
ثانيا:إظهار التقدير والاحترام
يجب على الزوجين إظهار الاحترام والتقدير مهما كانت الظروف حتى في المشكلات ،فهذا من علامات الحب. ومن مظاهر الاحترام والتقدير مشاركة الأزواج هموم بعضهم وأفراحهم وكافة مشاعرهم، السلبية منها قبل الإيجابية، والإصغاء الجيد عند الحديث وعدم الانشغال بشيء آخر، والإستجابة له فذلك دليل على الاهتمام، وعدم استخدام الصوت المرتفع في أي خلاف لأنه لا يحل من الأمر شيء فما هو إلا استنزاف طاقة وتعقيد للأمور،وأن يدافع كل زوج عن شريك حياته في داخله و يتذكر كل منهما مزايا بعضهما حتى في المشكلات وذلك للتخفيف من الغضب .
ثالثا:الوضوح والمصارحة في العلاقة الزوجية
إن الغموض في العلاقة الزوجية يسبب توتر دائم ويخلق مشكلات لا تنتهي لذلك من المهم أن تكون العلاقة الزوجية مبنية على الوضوع والصراحة بين الزوجين، بحيث يتصارحان بمشاعرهما تجاه بعضهم البعض وإخراج ما يدور في النفس إلى الخارج ،ولا بد من العتاب في بعض الأحيان فقد يكون العتاب وسيلة لفهم مقصد الكلام في حال حصل سوء فهم وبالتالي إذابة أي شكوك أو مشاعر سلبية تسبب توتر في العلاقة .
رابعا:معرفة جذور المشكلة
إن كثيرا من الأزواج يجهلون نقطة الخلاف الحقيقية وذلك يرجع للنقطة السابقة وهي فقدان فن الحوار مما يسبب توتر في العلاقة الزوجية فيبدأ كل منهما باختلاق المشكلات بنفسه ،الزوج يشتكي من زوجته والزوجة كذلك الأمر ويبدأ كل منهما بإلقاء اللوم على الآخر وتبدأ الإنتقادات بين الطرفين؛ لذلك فإن حل المشكلة يحتاج لمعرفة أصلها، من أين بدأت؟ وما هي مسبباتها؟ وما هي أبعادها ؟من خلال الحوار.حيث تعتبر عملية تحديد المشكلة الأمر الأساسي في حلها ومعرفة هل أسباب المشكلة أسباب جوهرية؟ أم أنها أسباب تافهة؟ ثم نبدأ بتحليلها ونضع تصورات وافتراضات لأكثر من حل ونرى ما هي إيجابيات وسلبيات كل افتراض ثم نتخذ القرار النهائي المناسب.
خامسا:تجنب التراكمات
باعتبار أن لا منزل يخلو من المشكلات فيجب حل المشكلات أول بأول دون ترك تراكمات تنفجر في لحظة ما كالقنبلة الموقوتة والذي يسبب انفجارها دمار للأسرة، ومن الجميل أيضا أن تخصصا وقتا خاصا لمعرفة الأمور التي تزعج الطرفين بين حين وآخر كجلسة صراحة أو تقييم يتحدث فيها الطرفان عن الأمور المزعجة التي حصلت في الفترة الماضية ليبدأ كل منهما بتقويم تصرفاته ،وهذا الأمر بالطبع يحتاج لوقت .